وصدق الشاعر إذ يقول:

نسج داود ما حمى صاحب الغا ... ر وكان الفخار للعنكبوت

وكانت الحادثة الثانية، يوم أدركهم سراقة بن مالك، فساخت قوائم فرسه في الأرض حتى أيقن بالهلاك هو وفرسه، فطلب منهم الأمان لنفسه، وكان هو النصر الثاني لرسول الله (ص) بعد أن كان العدو الألد.

(فكان أول النهار جاهدا على نبي الله (ص)، وكان آخر النهار مسلحة (?) له) (?).

...

وما أحوجنا إلى وقفة مستأنية أمام هذه الصور:

إن كثيرا من الدعاة في عصرنا الحاضر - على صدق نياتهم وسلامة قلوبهم - حين يرون المحن تترى عليهم والتمكين يفوتهم، يعيدون الأسباب دوما لأقدار الله، في قوة أعدائهم، وإلى سنة الله في الدعوات والتمحيص فيها، وهم يتحدثون عن جانب من الحقيقة، ويغفلون عن جانب مهم آخر.

إنهم لا يراجعون مسيرهم أبدا، وكأنما هم لا يخطئون، ولا يقفون وقفة مراجعة لأعمالهم، وكأنما هم لا يقصرون، والمسؤولية دائما على غيرهم، ولو ذكروا بالخطأ الذي وقعوا به، أو التقصير الذي قاد للمحنة، لالتمسوا المعاذير، وتمسكوا بالتبريرات الواهية ليدفعوا عنهم هذا الخطأ والتقصير.

وإذا حوصروا بنقص الإعداد والتخطيط، أو ووجهوا بالتسرع قبل الأوان، للجؤوا إلى باب التوكل على الله، وأنه لا ضرورة لهذا الإعداد، أو لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015