حرب عنيفة من أبي لهب وغيره، وحيث لم يكن يتوقع نصرا ولا قوة لا حماية، لا هجرة جاءه نصر الله وعونه وتمكينه.

والداعية بحاجة دائما إلى أن يستحضر هذا المعنى، وهو يدعو إلى الله، والدعاة في الأرض بحاجة إلى أن يفقهوا هذا الأمر، وهم تتطلع نفوسهم إلى التمكين والنصر من أفق معين، إلى أن نصر الله تعالى قد يأتيهم من أفق آخر، من حيث لا يحلمون لا يتطلعون ولا يحتسبون.

ولا أدل على ذلك من أن رسول الله (ص) لم يطلب منهم الحماية والنصرة، في الوقت الذي أمضى السنوات يرتاد المواسم كما روى الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه وهو يسأل: ((من يؤويني؟ من ينصرني؟)) فلا يجد أحدا يؤويه).

وهنا لم يسألهم عن شيء من ذلك، إنما عرض عليهم الإسلام، وقرأ عليهم القرآن فقبلوه.

2 - وبدت بارقة أمل بين يدي رسول الله (ص)، انتظر عليها حتى العام القادم حيث قدم النفر الاثنا عشر، وبايعوه البيعة الأولى على بيعة النساء وذلك قبل أن تفترض الحرب (على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف، فإن وفيتم فلكم الجنة ....) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015