لا يعرف ابتداء لأي قبيلة ينتسبون.
(قال لهم: ((من أنتم؟)) قالوا: نفر من الخزرج. قال: ((أمن موالي اليهود؟)) قالو: نعم. قال: ((أفلا تجلسون أكلمكم؟)) قالو: بل. فجلسو معه، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن ..) (?).
فنصر الله تعالى يأتي للداعية من حيث لا يحتسب، والتخطيط البشري واجب، لكن الله تعالى هو الذي يختار لدعوته ودينه ما يحب، والشر الذي كان في يثرب وحرب بعاث فيهم، كانت شرا في ظاهرها، لكن كان من ورائها خير الدهر، أن دفعت أهل يثرب لمبايعة النبي (ص)، عسى أن تجتمع كلمتهم عليه، بعد أن عجزوا عن وحدة كلمتهم في الحروب التي كانت تأكلهم، وإرعاب يهود لهم بالنبي المبعوث الذي يقتلونهم به قتل عاد وإرم. كان في ظاهره بلاء عليهم، لكن كان وراءه خيري الدنيا والآخرة بأن تسارعوا للانضمام إليه قبل أن تسبقهم يهود إليه.
إنها التقادير الربانية يوم يأذن الله تعالى بالفرج من عنده أو التمكين والنصر أن يأتي من قلب المحنة، ويأتي النور من كبد الظلمة، والله تعالى هو المؤيد والناصر، والبشر عاجزون أمام موعود الله.
ولقد سدت السبل أمام سيد الخلق (ص)، بين عدو يتجهمه، وقريب يملك أمره، وكلما كان قاب قوسين أو أدنى من الحماية والنصر، يحال بينه وبين ذلك، بعدو جديد، أو افتراء جديد، أو