ولم يكن عليه الصلاة والسلام يعرف ذلك كما ورد عنه عليه الصلاة والسلام: ((رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب)) (?).

وسبق هذه العقبة لقاءان لرسول الله (ص) مع نفر من يثرب كانوا ستة في العام الأول واثني عشر في العام الثاني، حيث بايعوا بيعة العقبة الأولى (?).

والذي دفعهم إلى الاستجابة لرسول الله (ص) ما كانوا يسمعونه من اليهود عن النبي، (فقال بعضهم لبعض: (تعلموا بالله أنه للنبي الذي توعدكم به يهود فلا تسبقنكم إليه) فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: إنا تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، وتعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك) (?).

والملاحظ أن دعوة النبي (ص) للأنصار، كانت دعوة عرضية، ولم تكن مقصودة، كما رأينا في سعيه لوفود القبائل العربية الضخمة من قبل، وكان وفد يثرب صغيرا مكونا من ستة أشخاص وليس قادرا على أن يتحمل مسؤولية الحماية والنصرة، فلقيهم رسول الله (ص) ودعاهم، وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015