الفصل السابع عشر
الإسراء والمعراج ودلالتهما
بعد عشر سنوات من الدعوة، ابتدأت بتلقي الوحي في حراء، ومضت تشق طريقها في قلب الفتيان من قريش، وفي عالم الجن على يد وفد جن نصيبين، وتتجاوب أصداؤها في قبائل العرب كلها من خلال لقاءات رسول الله. مع وفود العرب في أسواقهم ومواسمهم، وتصل ينابيعها إلى جذور النجاشي في الحبشة فتثمر إسلامه وحمايته.
وفي الصورة المقابلة حيث كانت قريش تبث دعايتها وسمومها في كل مكان ضد الدعوة الجديدة، وتؤلب العرب ضد رسول الله (ص)، وتقذفه بالكهانة والسحر والجنون، وتمد يدها إلى كل القبائل العربية لتكون بجوارها في حرب محمد (ص)، وترسل وفودها إلى الحبشة لملاحقة هذه الدعوة، ولا تدع فرصة للانقضاض على الدعوة ورجالاتها إلا واهتبلتها إيذاء وتشريدا، وقتلا وملاحقة، وتبدو الساحة للوهلة الأولى أنها ملك قريش، وأنها المنتصرة في هذه الجولة، فقد سدت الطريق في مكة، وفي ثقيف، وفي قبائل العرب، وأحكمت الحصار من كل جانب ضد الدعوة، ورجالاتها، وأصبح محمد (ص) على وشك القضاء عليه، بعد هلاك عمه أبي طالب أكبر حماته.