ورسول الله (ص) ماض في طريقه، صابر لأمر ربه، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا حرب محارب، ولا كيد مستهزىء.
آن الأوان لأن يقر الله تعالى عين نبيه، فيعرج به من دون الخلائق جميعا إليه، ويكرمه على صبره وجهاده، ويلتقي به مباشرة دون رسول ولا حجاب، ويطلعه على عوالم الغيب دون الخلق كافة، ويجمعه مع إخوانه من الرسل في صعيد واحد فيكون الإمام والقدوة لهم وهو خاتمهم وآخرهم، ويحدثنا عليه الصلاة والسلام عن هذه الرحلة الخالدة فيقول:
(عن أنس بن مالك أن رسول الله (ص) قال:
((أتيت بالبراق)) (وهو أبيض طويل فوق الحمار دون البغل يضع حافره عفد منتهى طرفه) قال: ((فركبته حتى أتيت بيت المقدس)) قال: (فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء)) قال: ((ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن. فقال جبريل (ص): اخترت الفطرة ..)) (?).
(وهن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله (ص) يقول: