فمواقف اليهود من الدعوة في المدينة، والرد على افتراءاتهم ودسهم وإثارة الشبه بما عندهم من علم في الكتاب يحرفون به الكلم عن مواضعه، ويكتمون ما آتاهم الله من البينات والهدى، ويؤمنون ببعض، ويكفرون ببعض.
ومواقف المنافقين من الرسول - صلى الله عليه وسلم ودعتهه والدين الذي جاء به، وتآمرهم على جماعة المؤمنين، وكيدهم لها، وإظهار الإيمان، وإبطان الكفر، وتلاحمهم في السر مع اليهود والمشركين ضد المسلمين، وأساليبهم الماكرة في الغدر وكشف هوياتهم ليكون المؤمنون منهم علاى حذر.
ومواقف المؤمنين وثباتهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكيف برزت جلية في بدر واحد والخندق والحديبية وتبوك .. كيف كان يعتريهم الضعف البشري، وتنزل بهم المحن، ثم يتداركهم الله برحمته ويصفهم بقوله: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} (?).
وهي الأصل الثاني بعد القرآن الكريم التي تستقى منها أحداث السيرة النبوية، إذ لا يوجد كتاب من الصحاح أو المسانيد إلا وأفرد للسيرة بابا يتناول فيه أحداثها وقد تم توثيقها فيما تم من نقد الأحاديث على ضوء علم مصطلح الحديث والجرح والتعديل.
هذا غير الأحاديث المتناثرة في أبواب أخرى مما يتعلق بالسيرة النبوية