كيف نتبع سلف هذه الأمة ما لم نطلع على أعمالهم وجهادهم وسلوكهم؟!
ومن القواعد الشرعية المقررة: إن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ وقد اهتم الجيل الأول من الصحابة والتابعين وتابعيهم بهذه السيرة، كما روى محمد ابن عمر الواقدي عن عبد الله بن عمر بن علي بن الحسين عن أبيه قال: سمعت علي بن الحسين يقول: كنا نعلم مغازي النبي - صلى الله عليه وسلم - كما نعلم السورة من القرآن (?).
فكتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هو المصدر الأول والأهم والأوثق في هذا الوجود للسيرة، وما نزل من القرآن قبل الهجرة يحمل بين ثناياه صورا واضحة عن السيرة النبوية. عن طفولة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن بعثته، وعن جهاده للمشركين، وعن الحوار المستمر بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخصومه، ودعوتهم لدين الله تعالى، ومواقفهم من هذه الدعوة، ويعرض الجوانب النفسية والفكرية، عندهم، ويعرض صورا من ثبات المؤمنين، وتضحياتهم وإخلاصهم وجهادهم في سبيل الله بالكلمة الطيبة، وتحمل الأذى في الله ورسوله. وما نزل من القرآن بعد الهجرة كذلك يعرض صورا واضحة من السيرة.