سادسا: من صفات الداعية حسن الخلق: حسن الخلق من الصفات العظيمة التي يتأكد على الداعية إلى الله عزَّ وجلَّ أن يتصف بها؛ وقد دل هذا الحديث على هذه الصفة الحميدة؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما جبذه الأعرابي ببردته، حتى أثرت به حاشية الرداء من شدة جبذته، وقال: مر لي من مال الله الذي عندك، لم يزد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أن التفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء، وهذا والله يؤكد حسن خلقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تأكيدا بالغا (?).

سابعا: من وسائل الدعوة: التأليف بالعفو مكان الانتقام: العفو والصفح من الأمور العظيمة التي ينبغي العناية بها في الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ؛ ولهذا عفا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن هذا الأعرابي، فلم يعاقبه، وصفح عنه فأزال ما في نفسه عليه فضحك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا فجبذه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببرده حتى أثرت في صفحة عاتقه، يؤكد عقوبته والغضب عليه، ولكن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تألفه بالعفو مكان الانتقام؛ لأن الله عزَّ وجلَّ أمره بالعفو فقال: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 89] (?) وقال عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] (?) فينبغي للداعية أن يتألف المدعوين بالعفو، ويتصف به، حتى يجذب قلوب المدعوين، ويحبه الله عزَّ وجلَّ. (?).

ثامنا: أهمية التأليف بالمال: التأليف بالمال من أهم وسائل الدعوة التي تجذب بها قلوب المدعوين، وقد دل هذا الحديث على هذا الأسلوب؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تألف الأعرابي الذي جبذه ببرده وقال مر لي من مال الله، فأمر له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعطاء، وهذا يؤكد أهمية التأليف بالمال (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015