زهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحلمه، وكرمه، وأنه على خلق عظيم" (?) وهذا يؤكد زهده وغنى نفسه كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله يحب العبد التقي، الغني، الخفي" (?) فهو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولى بالزهد وغنى النفس؛ لمحبة الله له (?).

ثالثا: من صفات الداعية: الحلم: حلم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على هذا الأعرابي الجافي الذي جبذه ببرده حتى أثر في صفحة عاتقه، وقال: مر لي من مال الله الذي عندك، فلم يعاقبه على هذه الأعمال التي تثير الغضب، بل حلم ولم يغضب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فينبغي للداعية: أن يكون حليما رفيقا، متأنيا (?).

رابعا: من صفات الداعية: الكرم: الكرم يدل على عظم الكريم وعلو مكانته؛ ولهذا كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكرم الخلق وأجودهم، ومما يؤكد ذلك ما فعله مع هذا الأعرابي الذي جبذه بردائه، وسأله من المال؛ فأمر له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعطاء، وهذا يؤكد غاية الكرم؛ فإن من يعطي عدوه بطيب نفس منه يدل على كرمه العظيم، وجوده المؤكد (?).

خامسا: أهمية أدب المدعو مع العلماء والدعاة: لا شك أن هذا الأعرابي قد أساء الأدب، وبالغ في الإساءة مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعمل أعمالا تدل على جهله: فجبذ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببردته حتى أثر في صفحة عاتقه، ومع ذلك يأمره أن يعطيه! فلا ينبغي للمدعو أن يسيء الأدب بل يلزمه لزوما مؤكدا أن يتأدب مع العلماء والدعاة، ويناصرهم على الحق، ويدفع عنهم الأذى امتثالا لأمر الله عزَّ وجلَّ؛ وأمر رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015