بشراكين، فقال: هذا شيء كنت أصبته، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " شراك أو شراكان من نار» (?).

ويدخل في الغلول ما يؤخذ من بيت مال المسلمين عن طريق الخفية، وما يأخذه العمال من هدايا من أجل وظائفهم، فعن أبي حميد الساعدي قال: «استعمل رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - عاملا (?) فجاء العامل حين فرغ من عمله فقال: يا رسول الله هذا لكم، وهذا أهدي إليّ فقال له: " أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك فنظرت أيهدى لك أم لا؟ " ثم قام رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - عشيةً بعد الصلاة، فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: " أما بعد فما بال العامل نستعمله، فيأتينا فيقول: هذا من عملكم وهذا أهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر هل يُهدى له أم لا؟ فوالذي نفس محمد بيده لا يغلُّ أحدكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، إن كان بعيرا جاء به له رغاء، وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار، وإن كانت شاة جاء بها تيعرُ (?) فقد بلغت» [وفي رواية مسلم: «اللهم هل بلغت؟ " مرتين»] (?).

والغلول من أعظم الذنوب ولو كان يسيرا، فعن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - «أن رجلا من أصحاب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - توفي يوم خيبر فذكروا ذلك لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فقال: " صلوا على صاحبكم " فتغيرت وجوه الناس لذلك، فقال: " إن صاحبكم غل في سبيل الله " ففتشنا متاعه فوجدنا فيه خرزا من خرز يهود لا يساوي درهمين» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015