قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "ثم جعل محمدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على شريعة شرعها له، وأمره باتباعها، ونهاه عن اتباع أهواء الذين لا يعلمون، وقد دخل في الذين لا يعلمون كل من خالف شريعته" (?)؛ ولهذا امتثل أمر ربه وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع: «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة». . . " (?) وهذا يوضح للداعية أهمية إبطال عادات الجاهلية السيئة.

فينبغي له أن يوجه الناس إلى ما أمر به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلى ترك ما نهى عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عادات الجاهلية.

سادسًا: أهمية رعاية مصالح المسلمين: إن رعاية مصالح المسلمين والنظر فيما يعود عليهم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة من أعظم القربات؛ ولهذا قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا حمى إلا لله ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» قال الإمام الخطابي رحمه الله: "معناه لا حمى إلا على الوجه الذي أذن الله ورسوله فيه، وذلك على قدر الحاجة ووجه المصلحة من غير منع حق المسلم؛ فإن المسلمين شركاء في الماء والكلأ" (?)؛ وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المسلمون شركاء في ثلاث: في الكلأ، والماء، والنار» (?) قال ابن الأثير رحمه الله: "وأضاف صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الحمى إلى الله ورسوله: أي إلا ما يحمى للخيل التي ترصد للجهاد، والإبل التي يحمل عليها في سبيل الله، وإبل الزكاة وغيرها كما حمى عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النقيع (?) لنعم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015