ثانيًا: من صفات الداعية: الرحمة والشفقة على مصلحة المدعو: إن الداعية الصادق مع الله عَزَّ وَجَلَّ يحب للناس ما يحبه لنفسه، فيرحمهم، ويعطف عليهم، ويشفق على مصالحهم فيعلمهم ما ينفعهم في الدنيا والآخرة، ولهذه الرحمة قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده» فكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمؤمنين رحيما (?) فوجههم إلى ما يجلب لهم الخير ويدفع عنهم السوء والشر (?).

ثالثًا: الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل: إن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله عَزَّ وَجَلَّ؛ لأن التوكل يقوم على أصلين: اعتماد القلب على الله عَزَّ وَجَلَّ، والعمل بالأسباب التي يقتضيها التوكل على الله سبحانه وتعالى، ففي قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده» دلالة على أهمية الرفيق في السفر، وقد بينت الأحاديث الأخرى أن أقل المسافرين ثلاثة؛ لما يحصل بينهم من التعاون في أمور الدين والدنيا، وهذا لا ينافي التوكل، بل هو من التوكل على الله عَزَّ وَجَلَّ (?).

رابعًا: من أساليب الدعوة: الترهيب: ظهر في هذا الحديث أسلوب الترهيب؛ في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده» وهذا فيه تخويف من سفر المسلم منفردًا؛ لأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم أضرارًا لا يعلمها الناس، وقد بين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للناس ذلك، وهذا يؤكد على أهمية أسلوب الترهيب في الدعوة إلى الله عَزَّ وَجَلَّ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015