ذلك علم أنه ما ذكرنا " (?) فرجح رحمه الله هذا القول، ثم قال: " وليس أحد من علماء الأمة يثبت حديثا عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم يرده، دون ادعاء نسخ ذلك بأثر أو بإجماع، أو بعمل يجب على أصله الانقياد إليه أو طعن في سنده، ولو فعل ذلك أحد سقطت عدالته، فضلا عن أن يتخذ إماما، ولزمه اسم الفسق، ولقد عافاهم الله عز وجل من ذلك " (?) فينبغي للداعية إلى الله عز وجل أن يعتصم بالكتاب والسنة، ثم بالإجماع، ثم بأقوال الصحابة رضي الله عنهم، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

رابعا: من تاريخ الدعوة: ذكر يوم أبي جندل: دل هذا الحديث على أن من تاريخ الدعوة ذكر يوم أبي جندل؛ لقول سهل بن حنيف رضي الله عنه: «فلقد رأيتني يوم أبي جندل، ولو أستطيع أن أرد على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمره لرددت، والله ورسوله أعلم»، ويوم أبي جندل هو يوم صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة، ولكن أضافه سهل رضي الله عنه إلى أبي جندل؛ لما حصل للمسلمين من الغيظ على الكافرين فأرادوا القتال فقبل رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصلح، والذي أفزع الصحابة رضي الله عنه أمور منها:

1 - أن سهيل بن عمرو لم يوافق على كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم) فأمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بموافقته على كتابة: " باسمك اللهم ".

2 - لم يوافق سهيل بن عمرو على كتابة محمد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فوافقه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على كتابة: محمد بن عبد الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

3 - أن من أسلم من المشركين يرد إليهم، ومن ذهب من المسلمين لا يرد إليهم، ومن ذلك رد أبي جندل وقد جاء مسلما في قيوده، فرده رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، للوفاء بالعهد مع المشركين.

4 - منع الصحابة من العمرة هذه السنة.

فأحدث ذلك غضب الصحابة رضي الله عنهم؛ ولكنهم لم يخالفوا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015