وبسطة الجسم إشارة إلى القُوَّة البدنية، قال الشيخ حسن البنا - رحمه الله - فى الأصل الأول من الأصول العشرين: إن القُوَّة تشمل قُوَّة الإنسان التى تجعله قويًا فى نفسه وبدنه وعقله، وعليه أن يباشر الأسباب التى تجعله قويًا، أمَّا قُوَّة نفسه فبالإيمان، وأمَّا قُوَّة بدنه فبالرياضة والفروسية ونحوها, أما قُوَّة عقله فبالعلم» (?).

والإنسان المُسْلِم الذى وهبه الله القُوَّة العقلية والفكرية والبدنية لا ينسى دائمًا وأبدًا قُوَّة القويِّ العزيز الذى أمده بكل خير وفلاح وصلاح, وما سوى قُوَّة الله

فهى قُوَّة ضئيلة هزيلة، مهما أوتيت من وسائل البطش والقُوَّة والتنكيل، فهى بمثابة خيوط العنكبوت: {وَإنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت:41] (?).

قال سيِّد قُطب - رحمه الله - فى ظلاله: «وإن أصحاب الدعوات، الذين يتعرضون للفتنة والأذى والإغراء والإغواء لجديرون أن يقفوا أمام هذه الحقيقة الضخمة، ولا ينسوها لحظة، وهم يواجهون القوى المختلفة المعادية، التى تحاول سَحْقَهم وإبادتهم، كلها خيوط عنكبوت فى حساب العقيدة الصحيحة» (?).

4 - الأمانة: ومن الصِّفَات الفطرية التى تميز بها الزَّعِيم الدينى لدولة المرابطين الأمانة، فحين وجد الفقيه عبد الله بن ياسين أن القلوب التفت حوله، وأصبح الآمرَ الناهى فى قبائل المُلَثَّمين، لم يُنافِس الأمير يحيى بن إبراهيم فى منصبه، بل نجده لم يتجاوز حدوده، ولم يتدخَّل فى سُلطات الأمير يحيى مع مقدرته على إزاحته وإبعاده من الطريق ليتبوأ الزعامة السياسية والدينية معًا، وهذا يدلُّ على أمانة الداعية الفقيه عبد الله بن ياسين, والأمانة صفة مهمة للعاملين فى الحركة الإسلامية، فهى ذات أنوار تشع على من حول الدعاة إلى الله فتجذبهم للانخراط فى ميادين العمل الإسلامى الواسعة والمحتاجة لكل جهد وشخص مخلص لهذا الدين.

والأمانة تحتاج إلى أشخاص أقوياء لحملها, ومفهوم الأمانة فى القرآن واسع جدًا.

وقد وصف الله المؤمنين الذين نالوا الفلاح فى الدنيا والآخرة وورثوا جنة الفردوس بصفات منها الأمانة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015