19 - أما علاقة بنى حمَّاد بالمرابطين فهى محفوفة بالتخوف مِن الطرفين، حيث نجد أن لبنى حمَّاد أطماعًا توسُّعية تستهدف أطرافًا من دولة المرابطين, كما نجد أن المعارضين الأَنْدَلُسيين للمرابطين استقرُّوا فى حماية بنى حمَّاد، إلا أن سياسة الأمير يوسف مع بنى حمَّاد تميَّزت بالحكمة وبعد النظر, والابتعاد عن الصدام, مراعيًا فى ذلك أمورًا عديدة: منها قرابتهم, واتحادهم فى المنهج والمعتقد والمذهب.
20 - كانت علاقة المرابطين مع ملوك النصارى عدائية, أما مع أهل الذِّمة فكانت محكومة بحكم الشريعة فيهم، فقامت على العدل والإنصاف.
21 - كانت الأَنْدَلُس مليئة بالشعراء والأدباء والفقهاء, إلا إن الولاء والبراء ضاع مفهومه عند كثير من ملوكهم.
22 - استطاع الأَنْدَلُسيون أن يُثروا دولة المرابطين بالشعراء والأدباء، وأن يؤثِّروا فى كثير من جوانبها المعمارية والفنية والثقافية.
23 - الحضارة الإسلامية فى زمن دولة المرابطين امتزجت بالعناصر الإفريقية والعربية والأَنْدَلُسية, مما جعلها متميزة فى كثير من جوانبها الحضارية.
24 - كان فى زمن المرابطين علماء وفقهاء لا زال أثرهم فى الأمة ساريًا إلى يومنا هذا, من أمثال الفقيه القاضى أبو بكر بن العربي، والوليد بن رشد، والقاضى عياض، والمُحَدِّث الفقيه أبو على الصدفي، وغيرهم كثير.
25 - كان النظام العسكرى والقضائى والإدارى والمالى مواكبًا لعصره, منضبطًا بأحكام الإسلام فى دولة المرابطين.
26 - استطاع أسطول المرابطين أن يحقق الأمن والأمان لمسلمى الشمال الإفريقي، وأن يُكبِّد النصارى فى جنوب البحر المتوسط خسائر هائلة.
27 - إن اهتمام الأمير على بن يوسف بالزهد والعبادة وتسليمه لأمور الملك فى آخر أيامه للأمراء خطأ عظيم كلَّف دولة المرابطين متاعب عظيمة، ومن أعظم الأخطاء التى وقع فيها الأمير على عدم أخذه بنصيحة وزيره الفقيه مالك بن وهيب الإشبيلى الذى أشار على الأمير على بقتل مُحَمَّد بن تومرت الكذَّاب زعيم المُوَحِّدِين، وقال للأمير: «هذا رجل مفسد لا تؤمن غائلته، ولا يسمع كلامه أحد