إلا مال إليه، وإن وقع فى بلاد المصامدة ثار علينا منه شر كبير».
إلا أن الأمير على بن يوسف رفض قتله، فلما يئس مما أراد من قتل ابن تومرت، أشار عليه بسجنه حتى يموت، فقال أمير المسلمين: نسجنه, ولم يتعين لنا عليه حق؟ وهل السجن إلا أخو القتل، ولكن نأمره يخرج عنا مِن البلد, وليتوجه
حيث شاء» (?).
28 - إن من أعظم أسباب سقوط الدول الذنوب والمعاصي, وارتكاب الكبائر والمظالم.
29 - فى زمن أمير المسلمين يوسف بن تاشفين كانت مقوِّمات النصر متجسدة فى دولته، ومِن أبْيَن وأهم ما ظهر لى فى هذا البحث من مقومات النصر من أهمها، أولاً: الإعداد قبل المعركة، ثانيًا: معرفة قوة العدو وإمكاناته، والتوجيه المعنوي، والتعمية على العدو، والتحام القيادة مع الشعب، ومتانة العقيدة ووضوحها، القيادة المثلى، عدم القتال لدنيا، الحكمة فى اتخاذ القرارات، صفات المُجَاهِدين الخلقية والروحية، مما مهَّدت لهم طريق النصر.
30 - من أخطر ما تمرُّ به الدول والحركات عدم قدرتها على توريث أفكارها ومناهجها وعقيدتها للجيل الذى بعدها.
31 - إن الاستهانة بالخصوم تؤدِّى إلى انهزام المستهزئ وانتصار المستهزأ به.
32 - كان لنفوذ المرابطين فى بلاد الأَنْدَلُس أثر واضح المعالم فى الحروب الصليبية فى الشام، إذ أن دخولهم الأَنْدَلُس منع الممالك الصليبية التى كانت تتجه إلى بلاد الشام، بل إن ظهورهم فى تلك المرحلة التاريخية فى المغرب والأَنْدَلُس قد حال دون اشتراك القوى الأوروبية بكل ثقلها فى الحروب الصليبية فى الشرق، وبذلك قدم المرابطون خدمات عظيمة وجليلة للشرق الإسلامي (?).
33 - كانت حضارة المرابطين فى الأَنْدَلُس والمغرب مقصدًا لأبناء العلم مِن الأوروبيين الذين توالوا وتوافدوا على الأَنْدَلُس لتلقى العلوم والصناعات، بل إن بعض ملوكهم أرسل بعثات لدراسة نظام الدولة والحكم وآداب السلوك، وكل ما يؤدى