الخَاسِرِينَ} , وقد اشتاط غضبًا وفقد عقله وغرق فى كفره, فأباح لنفسه الكذب والافتراء والزور ليهدئ من روعه وانفعاله، كيف يكون تافهًا من يوحد المغرب الأقصى ويضم إليه الأَنْدَلُس ويقضى على ملوك الطوائف؟ لقد وصف المؤرخون المنصفون الأمير يوسف بأنه كان حازمًا ضابطًا للنفس ماضى العزيمة عالى الهمة، تحركه عقيدته الإسلامية وشريعته الربانية، أمَّا دولة المرابطين فقد أثبت التاريخ أنَّها دولة حضارة وعلم وثقافة، أمَّا ما قام به أعداؤها فى وصفها بالتخلف الحضارى والتعصب المذهبى فهو قول باطل لا تسعفه الأدلة، عارٍ مِن الحقائق، وما كان دافع خصومهم مِن المُوَحِّدِين والأَنْدَلُسيين الذين حملوا عليهم حملة ظالمة إلا من باب التعصب الدينى
أو المذهبي، أو كراهية سياسية أو قومية حاولوا النيل من دولة المرابطين السنية، وتابع أولئك الأقوام الذين مضوا بعض المستشرقين المُحَدثين أمثال المتعالم الحاقد الهولندى راينهارت دوزى, وتابعه على ذلك نفر مِن المعاصرين أمثال ارشيبالد لويس فى كتابه «القوى البحرية والتجارية فى حوض البحر المتوسط».
15 - يُعتبر ضم الأَنْدَلُس إلى دولة المرابطين من أعظم أعمال الأمير يوسف بن تاشفين الجهادية.
16 - كانت نظرة دولة المرابطين إلى الخلافة الإسلامية العباسية فى بغداد صائبة صحيحة, لكونها منبثقة من منهج أهل السنة والجماعة, ولذلك بايعوا الخليفة العبَّاسي, ورفعوا أعلامه وشعاره، ودعوا له على منابرهم.
17 - كانت علاقة الدولة المرابطية بالخلافة العبيدية فى مصر عدائية لاختلاف العقائد والمناهج والمذاهب، ولذلك حرص المرابطون على اقتلاع بقايا الرفض والتشيع من دولتهم.
18 - كانت علاقة دولة المرابطين بالدولة الزيرية الصنهاجية ذات أبعاد استراتيجية تعاونية، بسبب وحدة المنهج والمعتقد والمذهب والقرابة التى بين زعماء الدولتين، ولذلك نجد تنسيقًا فى البحر المتوسط للإغارة على أساطيل النصارى، ونجد دعمًا اقتصاديًا فى دولة تميم بن المعز الزيرى لدولة المرابطين عندما خاضوا جهادهم المقدس ضد النصارى.