يوسف كتائب المسلمين فى الأَنْدَلُس، ووضع مع أركان جيشه خطة محكمة للقضاء على جيش ألفونسو النصراني، وسطر المرابطون فى تاريخ أمتنا ملاحم العقيدة والفداء فى معركة الزِّلاقَة، وانتصر المسلمون وانهزم النصارى وحفظ الله الإسلام فى الأَنْدَلُس لقرون بعد تلك المعركة التاريخية، وبعد هذا النصر الرائع والنفيس الذى حققه المرابطون ورفعوا به راية الإسلام فى سماء الأَنْدَلُس رجع الأمير يوسف إلى المغرب, وترك الغنائم لملوك الأَنْدَلُس الذين اختلفوا بعد ذلك وكادوا أن يضيعوا الإسلام من جديد فى تلك الديار، فطلب فقهاء الأَنْدَلُس مِن الأمير يوسف ضم الأَنْدَلُس لحكم المرابطين، وشجَّعه علماء وفقهاء المغرب وتحصل على فتاوى من علماء المشرق من أمثال أبى بكر الطرطوشى فى مصر، وأبى حامد الغزالى فى العراق.
13 - استطاع يوسف بن تاشفين أن يفتح مدن الأَنْدَلُس، وأن يضم الممالك إلى دولة المرابطين، وأسر بعض ملوك الأَنْدَلُس الذين ثبت تعاونهم مع النصارى, ووضعهم فى المغرب إلى أن توفاهم الله، وبذلك قضى على مهزلة ملوك الطوائف.
14 - حاول المستشرقون أن يُلطِّخوا دولة المرابطين, وخصوصًا الأمير يوسف إلا أنَهم اصطدموا بحقائق التاريخ الناصعة التى دلَّت على عظمة الأمير يوسف ودولته الميمونة, وحاول المستشرق رينهارت دوزى أن يشوِّه دولة المرابطين ويصفها بالبربرية والتخلف، ويصف السلطان على بن يوسف بالرجل التافه، ويمدح ملوك الطوائف فى الأَنْدَلُس الذين تحالفوا مع النصارى للقضاء على الإسلام والمسلمين، وشنَّ حملة مسعورة على جهاد المرابطين الذين حقَّقوا وحدة صفوف المسلمين، وهزموا أعداءهم النصارى، وخلصوا المسلمين من هؤلاء الملوك الضعفاء، لقد شتم دوزى المستشرق الأمير يوسف, ووصفه هو وابنه بأنَّهم تافهون، وأنا لا أستغرب من دوزى المستشرق أن يفقد توازنه, ويخرج عن نهج المؤرخين النزيه، لقد كان المستشرق دوزى ملحدًا زنديقًا عدوًا للإسلام والمسلمين، كيف تريده أن يتحمل شعارات المرابطين الدالة على سمو عقيدتهم وطهارة منهجهم، وكأنى بالمستشرق دوزى وهو يقلب الدينار المرابطى والمكتوب على وجهيه «لا إله إلا الله مُحَمَّد رسول الله» {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الآَخِرَةِ مِن