4 - وفى مرحلة اختيار العناصر التي تحمل الدعوة اختار الإمام عبد الله بن ياسين رباطه على مصبِّ نهر السنغال بعيدًا عن نفوذ الأمراء وأصحاب الجاه والأموال، وشكل نخبة صفوية ألزمها بلوائح تنظيمية ومبادئ سلوكية، واجتهد فى تربيتها وشكل منها مجلس الشورى.
5 - وفى مرحلة المغالبة بعد أن أصبحت للإمام ابن ياسين شوكة وقوة ومنعة, استطاع أن يقضى على قوة الشر فى قبائل لمتونة وجزولة وغيرها، وأن يوحِّدَها على منهج الإسلام وعقيدة الرحمن ودعوة الإيمان.
6 - كانت تربية عبد الله بن ياسين لأتباعه رفيعة المستوى غرست فى نفوسهم حب الشهادة، والتلذُّذ بمتاعب الجهاد والحرص على هداية النَّاس, واختار لأتباعه اسماً يدل على الرابطة السامية التى ربطت هذه الجموع التى كانت متناحرة وأصبحت متآخية متعاونة ألا وهى «المرابطون».
7 - أصبح فقهاء المغرب الأقصى والأحرار المتطلعون لتحكيم شرع الله فى مدنهم يتصلون بالمرابطين، ويطلبون منهم مساعدتهم لأزالة الظُّلم الواقع عليهم من حُكَّام زناتة، وبالفعل لبى المرابطون هذا النداء, وتحركت جيوشهم القوية لإزالة المظالم ونشر العدل، والقضاء على دولة برغواطة الملحدة، وعلى بقايا الروافض، وأصبحت جبهاتهم متعددة نحو السنغال والنيجر ونحو فاس ومكناسة وطنجة، وحققوا انتصارات رفيعة ودخلت أمم مِن الزنوج والوثنيين فى الإسلام.
8 - استمرَّ الإمام ابن ياسين يقود معارك التوحيد للمغرب الأقصى من أجل إقامة دولة سنية، واستشهد فى تلك المعارك بعد أن ترك خلفه رجالاً آمنوا بسمو دعوتهم وقدسية فكرتهم وروعة أهدافهم.
9 - تولَّى قيادة المرابطين بعده الإمام أبو بكر بن عمر الذى تميز بزهده وعبادته وبساطته وحبه للجهاد والاستشهاد، وكان إذا ركب للجهاد ركب معه 500ألف مقاتل مِن المرابطين، فوضع هذا القائد الخطوة الأولى لدولة المرابطين, وأناب ابن عمه يوسف ابن تاشفين على المغرب، وتحرَّك بجيش عظيم نحو الصحارى القاحلة لنشر الإسلام فى النيجر والسنغال ومالي، وأبلى بلاءً عظيمًا, ودخلت أمم وشعوب وقبائل لا يحصيها إلا خالقها فى دين الفطرة ودعوة الإسلام الخالدة، ولما رجع إلى ابن عمه