وحيَّا زمانًا بينهم قد ألفته ... طليق المُحيَّا مُستلان الجوانب
أإخواننا بالله فيها تذاكروا ... معهاد جار أو مودة صاحب
غدوتُ بهم من برهم واحتفائهم ... كأنى فى أهلى وبين أقاربي (?)
ومن أشعاره الإخوانية التى وصف فيها ليلة جمعت من أصحابه كل ذى مكانة وفضل وجاه:
سَمَحَ الزمانُ بليلةٍ ... غراءَ جامعة السرورْ
أجنتْ أكفُّ جُناتِها ... قَطفَ الأمانى والحبور
ما فضَّ طينُ ختامها ... فيما تقدم من دهور
دارت على فلك السعود ... بمثل أشباه البدور
ما إن ترى إلا أميرًا ... حاز إرثًا عن أمير
تَخذُوا القلوب أسرة ... وثَوَوْا بها عوض السرير
فعليهم وقف العلاءُ ... وإن تُدووِِلَت الأمور (?)
لقد اهتمَّ الأمير على بن يوسف بالقاضى عياض لما كان شابا وظهر ذكاؤه وانتشر صيته، فأكرمته دولة المرابطين, وهيأت له الأجواء للمزيد مِن التحصيل والتفقه فى الدين.
وكان القاضى عياض لا يحب كثرة الأسفار والارتحال، ويلاحظ المتتبع لسيرته وحياته أنه كان قليل الارتحال بالقياس إلى معاصريه وأترابه مِن العلماء والفقهاء والمُحَدِّثين، وكانت له نظرية عجيبة فى ذم السفر وبيان أضراره وعيوبه نظمه فى الشعر، وخالفه كثير مِن العلماء فى نظرته المتفردة وإليك الأبيات التى ذكرها فى ذم السفر:
تقعَّد عن الأسفار إن كنت طالبًا ... نجاةً ففى الأسفار سبعُ عوائق