فى أصول الفقه»، «قانون التأويل» (?).

كان الإمام ابن العربى يصول ويجول بفقهه فى بلاد الأَنْدَلُس ينور طرق الظلام بعلمه، ويقضى على الشبهات بحججه، ويدمغ البدع المنتشرة بصبره وحلمه ودعوته، وكان من أعمدة دولة المرابطين فى نشر الكتاب والسنة وتفقيه النَّاس وتربيتهم على مبادئ الإسلام وأخلاق الإيمان ودرجات الإحسان.

وله فوائد علمية سجَّلها فى كتبه وانتفع بها طلاب العلم من بعده منها:

1 - قوله: قال علماء الحديث: ما من رجل يطلب الحديث إلا كان على وجهه نضرة، لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «نضر الله أمرأ سمع مقالتى فوعاها فأداها كما سمعها .. ».

قال: وهذا دعاء منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لحملة علمه, لابد بفضل الله تعالى من نيل بركته.

2 - ومنه قوله: كنت بمكة فى سنة 489هـ وكنت أشرب من ماء زمزم كثيرًا، وكلَّما شربته نويت العلم والإيمان، فنويت العلم والإيمان، ففتح الله لى ببركته فى المقدار الذى يسَّره لى مِن العلم، ونسيت أن أشرب للعمل، ويا ليتنى شربته لهما حتى يفتح الله لى فيهما، ولم يقدر فكان صفوى للعلم أكثر منه للعمل (?).

وفاته:

أتاه أجله «بمغلية» قرب مدينة «فاس» فى ربيع الأول سنة 543هـ، ودفن فى فاس خارج باب المحروف على مسيرة يوم من فاس غربًا منها (?).

رابعًا: القاضى الفقيه عياض:

هو القاضى أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى اليحصبى السبتي، كان إمام وقته فى الحديث وعلومه والنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، وصنف التصانيف المفيدة، ولد فى سبتة فى عام 476هـ، وتتلمذ على شيوخها ومن أشهرهم: القاضى أبو عبد الله بن عيسى، والخطيب أبو القاسم, والفقيه إسحاق بن الفاسي، وإبراهيم بن جعفر اللواتي، وإبراهيم بن أحمد القيسي، وأبو بكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015