الحديث، واتسع فى الرواية، وأتقن مسائل الخلاف، وتبحر فى التفسير، وبرع فى الأدب والشعر، وعاد إلى بلده إشبيلية بعلم كثير، لم يأت به أحد قبله مِمَّن كانت له رحلة إلى المشرق (?).
أ- مكانته العلمية:
قال الشيخ صديق حسن خان عن ابن العربي: «إمام فى الأصول والفروع، سمع ودرس الفقه والأصول, وجلس للوعظ والتفسير، وصنَّف فى غير فنٍّ، والتزم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حتى أُوذى فى ذلك بذهاب كتبه وماله؛ فأحسن الصبر على ذلك كله» (?).
قال عنه القاضى عياض, وهو مِمَّن أخذوا عنه: «استقضى ببلده فنفع الله به أهلها لصرامته، وشدة نفوذ أحكامه، وكانت له فى الظالمين سورة مرهوبة، وتؤثر عنه فى قضائه أحكام غريبة، ثم صرف عن القضاء، وأقبل على نشر العلم وبثه» (?).
قال عنه الشيخ أحمد بن مُحَمَّد المقري: «علم الأعلام، الطاهر الأثواب، الباهر الأبواب، الذى أنسى ذكاء إياس، وترك التقليد للقياس، وأنتج الفرع مِن الأصل، وغدا فى الإسلام أمضى مِن النصل» (?).
ب - مؤلفاته:
للإمام القاضى أبى بكر بن العربى مؤلفات كثيرة لم يصلنا أغلبها، وقد قضى أربعين سنة فى الإملاء والتدريس، وفى بثِّ ما حصَّله مِن العلوم، وصنَّف -رحمه الله- فى فنون متعددة منها: علوم القرآن, والحديث، و «مشكل القرآن والحديث»، وأصول الدين، وكتب الزهد، وأصول الفقه، وكتب الفقه، والجدال والخلاف، واللغة والنحو والتاريخ، ومِن أشهر المؤلفات التى انتفع بها المسلمون «العواصم مِن القواصم»، «عارضة الأحوذى فى شرح الترمذي»، «أحكام القرآن»، «القبس فى شرح موطأ ابن أنس»، «المسالك على موطأ مالك» , «الإنصاف فى مسائل الخلاف»، «أعيان الأعيان»، «المحصول