لمزدلى لواء كان يرفعه ... مناسب كالضحا والشمس فى الحمل

يا أيها الملك المرهب صولته ... وارتجى غوثه فى الحادث الجلل (?)

ووصل المديح إلى الفقهاء والعلماء لمكانتهم العالية فى دولة المرابطين، فهذا الأعمى التطيلى يمدح القاضى الفقيه ابن أحمد قاضى الجماعة بقوله:

إليك ابن حمدين وإن بَعُد المدى ... وأن غربت بى عنك إحدى المغارب

صبابة ود لم يكدر جمامه ... مرور الليالى وازدحام الشوائب

وذكر عساها أن تكون مهزة ... ترى على أعقابه كل شاغب

بأيه ما كان الهوى متقاربًا ... وخطوى فيه ليس بالمتقارب (?)

ولا ننسى أن أعداء المرابطين مِن الشعراء قاموا بالتندر بالمرابطين، وبفقهاء دولتهم، وممن اشتهر بالهجاء والتندر فى هذا العصر الشاعر أبو بكر يحيى بن سهل اليكي، الذى هجا المرابطين, ومن ذلك قوله:

فى كل من ربط اللثام دناءة ... ولو أنه يعلو على كيوان

ما الفخر عندهم سوى أن ينقلوا ... من بطن زانية لظهر حصان

المنتمون لحمير لكنهم ... وضعوا القرون مواضع التيجان

لا تطلبن مرابطا ذا عفة ... واطلب شعاع النار فى الغدران (?)

وازدهر فى عصر المرابطين لون آخر مِن ألوان الشعر أعنى الطبيعة، فقد شهد هذا العصر ظهور عدد كبير مِن الشعراء الذين نبغوا فى هذا الفن الشعري، نذكر منهم ابن سارة الشنتريني، وابن الزقاق، وابن خفاجة البلنسي، وعبد الحق بن عطية، ومن ذلك قول الشنترينى الشاعر يصف البركة:

لله مسجورة فى شكل ناظرة ... من الأزهر أهداب لها وطف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015