والقوة والبراعة، يقول أشباخ: «جمع يوسف بن تاشفين من تجار الرقيق من أقليم غانا، عددًا كبيرًا مِن العبيد واختار منهم أمهرهم وزودهم بالسلاح والخيل, ودربهم على جميع فنون القتال، وأنشأ من حرسه الخاص الأسود مِن ألفى رجل، وأنشأ على هذا النمط حرسًا خاصًا مِن الأَنْدَلُسيين يتألف من فتيان مِن النصارى المعاهدين، وكان يوسف يحبوهم بعطفه وصلاته، وينعم على مَن امتاز منهم بالإخلاص والشجاعة بمختلف الهبات مِن الخيل والثياب والسلاح والعبيد» (?).
وبين الدكتور سعدون عبَّاس نصر الله أن النصارى فى جيش المرابطين اعتنقوا الإسلام (?)، وأصبح الحرس الخاص ركنًا أساسيًا من أركان الجيش المرابطي، لا سيما أن على بن يوسف ضمَّ إليه الكثير من أسرى الحروب, وشارك هذا الحرس الخاص فى حراسة معاقل المغرب، بل حتى فى حروب الدولة ضد المُوَحِّدِين (?).
4 - الحشم: كانت فرق الحشم من أهم فرق الجيش المرابطي, وكانت تتكون من زناتة والمصامدة، وكانت هذه الفرق تتقدم عادة الجيوش المرابطية فى القتال (?).
هـ - فنون القتال:
لما تولَّى الأمير يوسف مقاليد حكم المرابطين عمد إلى إصلاح نظام تسليح الجيش وطريقة إعداده للقتال، ففى البدء كانت أسلحتهم يدوية ويعتمدون على الإبل, وهذه الأسلحة تصلح لحرب الصحراء، أمَّا حرب المدن والحصون فإنها تتطلب وسائل وأسلحة تتلاءم مع الوضع الجديد الناشيء عن حرب الحصار؛ ولهذا ابتكر الأمير يوسف الخطة العسكرية المعروفة بالتقري، وخطة التقرى تعتمد على توجيه الجيوش إلى بلاد معينة للقتال مع جيوشها فى معارك فاصلة لا لحصار المدن (?).
وسلَّح الجيش بكل أنواع الأسلحة المعروفة من مغربية وأَنْدَلُسية ونصرانية, وكان سلاح كل فرقة مِن الجيش يتناسب مع تركيبها ووضعها القتالي: فمشاة الصف الأول