يتسلحون بالقنا الطوال وبدروق اللمط.
وكان للأمير يوسف الفضل فى تنظيم جيش المرابطين, ومعرفة الرجال ومواهبهم الفذة الذين أعادوا إلى الأذهان تاريخ الفتوحات الأولى لأمة الإسلام، لقد كانت حركة المرابطين مقنعة للعالم فى زمانها بأن الإسلام قادر فى كل زمان ومكان على إنجاب القادة الأفذاذ أمثال سير بن أبى بكر، وداود ابن عائشة، وابن فاطمة, وابن ميمون ومزدلى وغيرهم، وعلى رأس الجميع القائد الربانى الذى أنقذ الله به الإسلام فى الأَنْدَلُس والمغرب يوسف بن تاشفين.
كان الأمير يوسف أثناء المعارك يرتب جيشه وفق نظام خماسي؛ المقدمة: ويحتلها الجنود المشاة ووحدة الفرسان الخفيفة، والجناحان الميمنة والميسرة: وفيهما حملة القسى والنبال وأكثرهم من أهل الثغور، والقلب يتمركز فيه الفرسان المرابطون المزودون بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، والمؤخرة ويقودها الأمير بنفسه وتتألف من صفوة الجنود والحرس، وكان لكل قسم من هذه الأقسام قائده الخاص، ويجتمع قادة الوحدات قبيل المعركة على شكل مجلس حربى لتلقى الأوامر والتعليمات مِن القائد الأعلى يوسف (?).
وتطوَّرَت فنون القتال عند المرابطين وأهدى ابن الصيرفى إلى الأمير تاشفين بن على قصيدة احتوت على فنون الحرب والقتال فقال:
أهديك من أدب السياسة ما به ... كانت ملوك الفرس قبلك تولع
لأنت أدرى بها ولكنها ... ذكرى تحض المؤمنين وتنفع
خندق عليك إذا ضربت محلة ... سيان تتبع ظاهرًا أو تتبع
حارب من يخشى عقابك بالذي ... يخشى وهو فى جود كفك يطمع
قبل التهارش عبئ جيشك مفسحـ ... ـًا حيث التمكن والمجال الأوسع
إياك تعبئة الجيوش مضيقًا ... والخيل تفحص بالرجال وتمزع
حصن حواشيها ولكن فى قابها ... واجعل أمامك منهم من يشجع