وأى خلل يقع فى أى جماعة؛ فلابد أن يكون مصدره فقد إحدى الصفتين أو فقدهما معًا أو ضعف فى إحداهما أو فيهما معًا (?).

إن دولة المرابطين فى جيلها الريادى حققت صفة الفقه فى الدين متمثلاً فى فقهائها العظام، فاستحقَّت أن تكون مِن الطائفة المنصورة التى حالفها نصر الله وتوفيقه. وعندما ضعفت تلك الصفات آل أمرها إلى طائفة مغلوبة، بل زالت مِن الوجود.

د - عناصر جيوش المرابطين:

1 - الملثمون أو المرابطون: كانوا هم النواة الأولى التى تكوَّن منها الجيش المرابطي، وقد قامت الدولة على أكتافهم, وقد اشتهر هؤلاء الملثمون بقوة بأسهم فى الحرب، وكانوا أثبت مِن الجبال الرواسى فى المعارك، ومهما تفوَّق عليهم عدوُّهم فى العدد فلا يتقهقرون، ولقد حققوا انتصارت رائعة فى معاركهم فى المغرب الأقصى أو فى معارك الجهاد فى الأَنْدَلُس.

2 - العرب: وشكَّلوا فرقة أصبحت مِن أهم فرق الجيش المرابطى وشاركوا فى معارك الأَنْدَلُس، وتنتمى بعض العناصر العربية إلى عرب الأَنْدَلُس الذين استقرُّوا فى المغرب فى عصر الأدارسة، ويرجع البعض الآخر إلى قبائل بنى هلال التى انخرطت فى سلك جيش المرابطين، وشاركوا فى معارك الجهاد، ومن أشهر تلك المعارك معركة كنسويجرة .. يقول ابن الكردبوس: «فجر ابن تاشفين عسكرًا جرارًا من مرابطين وعرب وأَنْدَلُس الشرق والغرب، وقدم عليهم قائده مُحَمَّد بن الحاج، فالتقوا بكنثرة فكانت بينهم جولات وحملات إلى أن زلزل الله أقدام المشركين, وولوا مدبرين ... » (?).

كما شاركوا فى معركة إقليش، فيقول ابن القطان: «واستشهد فى هذه الوقيعة - أى إقليش - الإمام الجزولي، وكان رجل صدق, وجماعة مِن الأعيان والعربان .. » (?).

3 - الحرس الخاص: كانت قوى الحرس الخاص تتألف مِن أشجع الجند من مختلف الولايات، ويشترط فى قبولهم أن يكونوا من ذوى القوام الحسن والشجاعة الفائقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015