الكذب الذى يصلح بين النَّاس فينمى خيرًا أو يقول خيرًا» (?).
وجعل النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إصلاح ذات البين أفضل مِن الصلاة والصيام والصدقة, وحذَّر النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من فساد ذات البين، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ألا أخبركم بأفضل درجة مِن الصيام والصلاة والصدقة؟»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة» (?).
4 - نصر الحق والثبات عليه:
لما أرسل فقهاءُ سجلماسة ودرعة إلى الفقيه ابن ياسين, يرغبون فى الوصول إليهم ليخلص بلادهم مما تعانيه مِن الحُكَّام الطغاة الظلمة زناتة المغراويين وأميرهم مسعود بن وانودين، فجمع ابن ياسين شيوخ قومه, وقرأ عليهم رسالة فقهاء سجلماسة؛ فأشاروا عليه بمد يد المعونة لهم، وقالوا له: «أيها الشيخ الفقيه هذا ما يلزمنا فسر بنا على بركة الله تعالى» (?).
ولما طلب ملوك الطائف العون مِن المرابطين لنصرتهم على النصارى لبوا نداء الحق، لقد كان جيش المرابطين حريصًا على نصرة الحق وإحقاقه والقتال عليه.
لقد حرص المرابطون على أن يشملهم قول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا يزال من أمتى أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك» (?)، وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقهه فى الدين, ولا تزال عصابة مِن المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة» (?).
إن صفة نصر الحق والثبات عليه والقتال عليه ليست دعوة تقال، أو شعاراً يرفع على مستوى الجماعات أو الدول أو الطوائف, وإنَّما حقيقة لها دلالتها الواقعية فى حياة النَّاس، وأى جماعة أو دولة تفقد صفة الفقه فى الدين ونصر الحق أو إحداهما فليست أهلاً لأن تكون هى الطائفة المنصورة.