أشهر الأدباء فى تلك الفترة جلهم أَنْدَلُسيون، واهتم الأمير يوسف بجلب الأدباء والبلغاء والفقهاء لهذه الأعمال، واستفاد من كُتَّاب ملوك الطوائف, وتوسع ديوان الرسائل مع امتداد رقعة دولة المرابطين، وانتفع المرابطون انتفاعًا عظيمًا بخبرة الأَنْدَلُسيين أصحاب الحضارة والأدب، وأقبل المغاربة على ثقافة الأَنْدَلُس ينهلون منها فى تواضع المستفيدين, وحدث تنافس بين الكُتَّاب، وحاولوا أن يثبتوا جدارتهم فى هذا الفن، وأصبح ديوان الأمير يوسف متألقًا بالحضارة.
وقام ابنه على بتطوير ديوان الرسائل وجلب له كتابًا فى غاية البلاغة ودقة الأسلوب, وجمال التعبير, ومما دفع الأمير عليًا إلى تطوير دولته تربيته الرفيعة وذكاؤه الوقَّاد, واهتمامه بكتاب ملوك الطوائف, وتقريبهم إليه فى زمانه، فشعر بحاجته إلى طائفة مثقفة تفهم لغة الوفود، وتجيد فنون الكتابة، ومِن أشهر أولئك الكتاب والأدباء والبلغاء، مُحَمَّد بن سليمان الكلاعى المتوفى عام 508هـ, وصفه ابن خاقان فى «القلائد» بقوله: «غرة فى جبين الملك، ودرَّة لا تصلح إلا لذلك السلك، باهت به الأيام, وتاهت فى يمينه الأقلام، واشتملت عليه الدول اشتمال الكمام على النور، وانسربت إليه أمانى انسراب الماء على الغور» (?).
ويقول عنه ابن الصيرفي: «الوزير الكاتب الناظم الناشر، القائم بعمود الكتابة, والحامل للواء البلاغة، والسابق الذى لا يشق غباره، ولا تخمد أبدًا أنواره، اجتمع له براعة النشر، وجزالة النظم، رقيق النسيج حصيف المتن رقعته وما شيت فى العين واليد» (?).
وكذلك انضم إلى البلاط المرابطى أبو مُحَمَّد عبد المجيد بن عبدون المُتَوَفَّى 520هـ، وأبو القاسم مُحَمَّد بن عبد الله بن الجد الفهرى المتوفى فى عام 515هـ، وابن أبى الخصال الغافقى المُتَوَفَّى 540هـ، وأبو زكريا بن مُحَمَّد بن يوسف الأنصارى الغرناطى المُتَوَفَّى 570هـ فى غرناطة، وأحمد بن أبى جعفر بن مُحَمَّد بن عطية القضاعى الذى نكبه عبد المؤمن بن على خليفة الموحِّدين، وغير هؤلاء كثير من الأدباء والكتَّاب الذين عملوا فى خدمة دولة المرابطين زمن أمير المُسْلِمِين على بن يوسف (?) , ولا ننسى أن