الأندلس الكاتب الأديب أبو عبد الله مُحَمَّد بن أبى الخصال كاتب الأمير مُحَمَّد بن الحاج، وأبو بكر بن الصائغ كاتب الأمير أبى بكر بن إبراهيم، والزبير بن عمر اللمتونى كاتب تاشفين بن علي، وكانت حياة كل نائب من نواب أمير المُسْلِمِين صورة مُصغَّرة من حياة هذا الأمير فكانوا يتخذون القصور والخدم والفقهاء والأعوان (?).

د - تولية الولاة:

كان الأمير يوسف يُعَيِّن الولاة على الأقاليم من لمتونة بشكل خاص وصنهاجة بشكل عام؛ فولَّى أمراء قومه الأقاليم، فقبْل ضم الأَنْدَلُس كان سير بن أبى بكر على مدائن مكناسة وبلاد مكلالة وبلاد فازاز، وولَّى عمر بن سليمان المسوفى مدينة فاس وأحوازها، وداود ابن عائشة سجلماسة ودرعة، وتميم بن يوسف مدينة أغمات ومراكش وبلاد السوس وسائر بلاد المصامدة وتدلا وتامسنا, وبعد ضم الأَنْدَلُس عين يوسف بن تاشفين القائد سير بن أبى بكر حاكمًا على الأَنْدَلُس، وفوَّض له تعيين والٍ على كل بلد يفتحه ويكون من لمتونة.

وكان الولاة يخضعون مباشرة لنائب الأمير، ومُنح الأمير يوسف سلطات واسعة: منها حق التصرف فى عزل وتعيين مَن دونهم مِن الولاة المحليين، ومَن يليهم مِن رجال السلطة، وكذلك القيام بتحركات عسكرية داخل مناطق نفوذهم، وكان الأمير يوسف وابنه من بعده يراقبون ولاتهم مراقبة شديدة، ويجرى تبديلهم وعزلهم إذا أساءوا، وكانوا يضعون مصالح الرعية فى المقام الأول عند تعيين الولاة (?).

هـ - نظام الوزارة:

كان الأمير يوسف بعيدًا كل البعد عن اتخاذ الألقاب والألفاظ والاهتمام بالمناصب، فلم يتخذ وزراء بالمعنى المتعارف عليه، ولم يمنح لقب وزير لأى شخص, إلا أنه اتخذ لنفسه أعوانًا يرجع إلى مشورتهم، وكُتَّابًا يشرفون على ديوان الرسائل أو الإنشاء، وكانت لديه هيئة استشارية تشترك فيها طائفة من الفقهاء، والأعيان والكُتَّاب يلازمونه فى قصره وتنقلاته يبدون آراءهم فى المشاكل المطروحة للبحث, وتبقى الكلمة الفاصلة للأمير، أمَّا فى الأمور المهمة فكان يجمع زعماء المرابطين وأبناء عمومته من لمتونة للتداول واتخاذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015