لقب الأمير على كل زعيم يتولى أمرهم ابتداءً من عهد أمير لمتونة أبى زكريا يحيى بن عمر اللمتوني، فتلقَّب به يحيى كما تلقَّب به أخوه أبو بكر بن عمر بعد وفاته، وعندما تولَّى يوسف بن تاشفين زعامة المرابطين منذ 464هـ, ظلَّ يتلقب بالإمارة إلى سقوط أبى بكر ابن عمر شهيدًا فى إحدى المعارك فى سنة 480هـ / 1087م, وعندئذٍ أصبح يوسف الزعيم الأوحد للمرابطين، واجتمع إليه أشياخ قبيلته وعرضوا عليه أن يتلقَّب بأمير المؤمنين، لإن حقََّه أكبر من أن يُلقَّب بالأمير فرفض ذلك قائلاً: «حاشا أن أسمى بهذا الاسم, إنما يتسمى به خلفاء بنى العبَّاس لكونهم من تلك السلالة الكريمة وأنا رجلهم والقائم بدعوتهم» (?)،

ولكنَّهم قالوا له: إنه لابد له من اسم يمتاز به على سائر الأمراء واقترحوا عليه لقب أمير المُسْلِمِين وناصر الدِّين، وأصبح العمل جاريًا به عند سائر المرابطين، وقد صدرت الكتب تحمل هذا اللقب بعد وفاة أبى بكر بن عمر على القول الأرجح, وهذا نص الكتاب الذى أرسله إلى الولاة والقادة والعلماء: «بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم تسليمًا: مِن أمير المُسْلِمِين وناصر الدِّين يوسف بن تاشفين إلى الأشياخ والأعيان والكافة أهل (فلانة) أدام الله كرامتهم بتقواه ووفقهم لما يرضاه، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أمَّا بعد, حمداً لله أهل الحمد والشكر، وميسر اليسر وواهب النصر، والصلاة على مُحَمَّد المبعوث بنور الفرقان والذكر، وأنا كتبناه إليكم من حضرتنا العلية بمراكش - حرسها الله -، وأنَّه لمَّا مَنّ الله علينا بالفتح الجسيم, وأسبغ علينا من أنعمه الظاهرة والباطنة, وهدانا وهداكم إلى شريعة مُحَمَّد المصطفى نبينا الكريم صلى الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ رأينا أن نُخصِّص أنفسنا بهذا الاسم لنمتاز به على سائر أمراء القبائل، وهو أمير المُسْلِمِين وناصر الدِّين، فمن خطب الخطبة العلية السامية فليخطبها بهذا الاسم إن شاء الله تعالى, والله وليُّ العدل بمنِّه وكرمه والسلام» (?).

ويرى بعض المؤرخين من أمثال أبى زرع فى «روض القرطاس» إلى أن الأمير يوسف تلقَّب بأمير المُسْلِمِين فى يوم الزِّلاقَة، ولم يكن يُدعى به من قبل، وأن ملوك وأمراء الأَنْدَلُس وكانوا ثلاثة عشر ملكًا بايعوه وسلَّموا عليه باسم أمير المُسْلِمِين وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015