يوسف على ابنه، وأهم تلك الشروط التمسك بالمبادئ التى دعا إليها الإمام عبد الله بن ياسين من إعلان الجهاد على أعداء الإسلام، واحترام الفقهاء والقضاة والعلماء، والعمل على إقامة العدل بين الرعية، بالإضافة إلى بعض الأمور التى تتعلق بضمان أمن الدولة من وضع سبعة عشر ألف فارس بالأَنْدَلُس موزعة على أقطار معلومة، يكون منها بإشبيلية سبعة آلاف فارس وبقرطبة ألف فارس وباقى العدد على ثغور المُسْلِمِين للذَّب والمرابطة فى الحصون المعاينة للعدو (?).

وفى عام 496هـ دخل يوسف بن تاشفين قرطبة، وجمع كبار رجال الدولة وأمراء لمتونة أشياخ البلاد، وقادة الرأى والفقهاء والعلماء والقضاة، وتلا عليهم عقد البيعة لابنه على الذى سبقت الإشارة إليه، وضمنه الأسباب التى حملته على اختياره وليًا للعهد، ثم أخذ البيعة له من جميع الحاضرين، وأقسم هؤلاء يمين الطاعة والولاء، ثم وقَّعوا على عقد البيعة، وقام على أثر ذلك، فأقسم أمام الحاضرين بالتزام شروط العقد وترسم السِّيَاسَة التى رسمها أبوه، ثم أشهد الكتاب ووقَّع على الوثيقة (?).

أ- وفاة الأمير يوسف:

ثم عاد يوسف بن تاشفين إلى المغرب، حيث مرض مرضه الأخير الذى استمرَّ زهاء عامين وشهرين، وانتهى بوفاته عن مائة عام حافلة بالجهاد والدعوة وإعزاز دين الله، وكانت سنة وفاته 500 هـ / 2 سبتمبر 1106م وكان ولى العهد يقوم أثناء مرض أبيه بتصريف أمور الحكم نيابة عن أبيه، ونجح نجاحًا كبيرًا فى إدارة دفَّة الحكم لدولة المرابطين, وكانت آخر وصية من يوسف لابنه فى مستهلِّ سنة 500هـ، أن أوصى ولده وولى عهده بعده أبا الحسن عليًّا بثلاث وصايا أولها: «ألا يهيج أهل جبل درن ومَن وراءه من المصامدة وأهل القبلة» والثانية: «أن يهادن بنى هود بالأَنْدَلُس, وأن يتركهم حائلين بينه وبين الروم» والثالثة: «يقبل مِمَّن أحسن من أهل قرطبة ويتجاوز عن مسيئهم» (?).

ب- لقب أمير المسلمين:

كان زعماء المرابطين يطلقون على أنفسهم لقب الأمراء، وظل المرابطون يطلقون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015