أيديكم من الملك فى أوسع إباحة مخصوصين منا أكرم إيثار وسماحة، فاستديموا وفاءنا بوفائكم, واستصلحوا إخاءنا بإصلاح إخائكم، والله ولى التوفيق لنا ولكم والسلام».
وقد قرن الأمير يوسف الكتاب بالتحف وبدرق اللمط التى لا توجد إلا فى ديار المرابطين، ولما وصل كتابه إلى ملوك الطوائف فرحوا بذلك، وتقوَّت نفوسهم على قتال الإسبان، وأحب أهل الأَنْدَلُس دولة المرابطين حُكَّامهم ومحكوميهم (?).
ثانيًا: مرحلة التحالف:
وبعد سقوط طُلَيْطِلَة فى يد الإسبان النصارى عام478هـ اضطرَّ ملوك الطوائف أن يطلبوا النجدة من الأمير يوسف الذى لبى نداءهم، وكان سببًا فى إيقاف زحف النصارى على ممالك الأَنْدَلُس، وانتصر على ألفونسو فى معركة الزِّلاقَة المشهورة.
وبعد أن احتك الأمير يوسف بملوك الطوائف, ووقف على خيانتهم وتحالفهم مع النصارى, واتصالهم بأعداء المُسْلِمِين انتقلت العلاقة من التحالف إلى العداوة.
ثالثًا: مرحلة العداوة:
حيث استعرتْ نار الحرب بين المرابطين وملوك الطوائف انتهت بضم كل ممالك الأَنْدَلُس لدولة المرابطين إلا سَرْقُسْطَة التى حكمها أحمد بن هود, والذى كان كالشوكة فى حلق النصارى، فقد قاومهم زمنًا طويلاً، وتراجع النصارى أمام صمود بنى هود البطولي، وأظهر بنو هود مقدرة فائقة على قتال النصارى مما جعل المرابطين يحترمونهم، وتوطَّدت العلاقة الوديَّة بين الأمير يوسف والأمير أحمد بن هود الذى كان وفيًا فى عهوده, ومخلصًا فى جهاده, وحريصًا على أمَّتِه، ورضى المرابطون ببقاء أحمد بن هود حاكمًا تابعًا لهم, بذلك أصبحت الأَنْدَلُس ولاية تابعة لدولة المرابطين، وتوارت العناصر والزعامات الهزيلة وانهار سلطان العصبيات الطائفية (?).
* * *