المبحث السادس
علاقة المرابطين مع الإسبان والنصارى
كانت علاقة المرابطين مع نصارى الإسبان عدائية بصورة دائمة إذ لم يتخللها أى اتصال وديٍّ خصوصًا فى زمن الأمير يوسف بن تاشفين، والاتصال الوحيد الذى حدث عن طريق الرسائل بين الأمير يوسف وألفونسو أثناء قيام هذا الأخير بحملته العدائية على مملكة المُعْتَمِد، ووصوله إلى مضيق جبل طارق إذ أرسل إلى الأمير يوسف رسالة تفيض تهديدًا ووعيدًا، ويذكر فيها حالة ملوك الطوائف، وكان جواب الأمير يوسف مختصرًا: الجواب ما ترى لا ما تسمع- إن شاء الله - تعالى- وأردف:
ولا كتب إلا المشرفية والقنا ... ولا رسل إلا الخميس العرمرم (?)
واستمرَّ جهاد المرابطين للنصارى الذين امتنعوا عن دخول الإسلام, ورفضوا دفع الجزية, وحملوا السيف ضد المُسْلِمِين، أمَّا الذين دفعوا الجزية, وعاشوا داخل دولة المرابطين؛ فكانت أَحكام الإسلام فى أهل الذِّمَّة تحفهم وتحفظ حقوقهم.
أولاً: عاملتهم دولة المرابطين معاملة أهل الذمة:
فكانت عليهم واجبات فى دولة المُسْلِمِين منها:
1 - التزام الجزية، وإجراء أَحكام أهل الذِّمَّة عليهم.
2 - ترك ما فيه ضرر على المُسْلِمِين فى أنفسهم وأموالهم؛ كالتعدى على المُسْلِمِين بضرب أو نهب.
3 - تحاشى ما فيه غضاضة على المُسْلِمِين، كذكر الإسلام أو القرآن أو الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بما لا ينبغي.
4 - تجنُّب ما فيه إظهار منكر، كشرب الخمر فى الأماكن العامة للمُسْلِمِين.