على الخطوة المباركة من أجل توحيد الأَنْدَلُس، وضمها تحت قبضة دولته الميمونة التابعة للخلافة العباسية السُّنيَّة.
إن كثيرًا من الحُكَّام المعاصرين المتسترين بالدِّين، والذين يحالفون النصارى الحاقدين واليهود الماكرين وأشياعهم وأتباعهم الكافرين, واجب على الدولة الإسلاميَّة السُّنيَّة الفتية أن تعمل على تخليص المُسْلِمِين من قبضتهم وتضمها إليها، وتسعى من أجل تحقيق ذلك بكل الأمور الشرعية المعروفة.
وإذا تعذَّر وجود دولة سُنية لها هموم إسلاميَّة وتطلعات شرعية فعلى الحركات الإسلاميَّة أن توحِّد صفوفها للوصول إلى هذا الهدف المنشود، ومن ثم السعى لتوحيد الأمة تحت دولة إسلاميَّة تقوم على عقيدة التوحيد، وتحكمها شريعة الرب المجيد, وإذا ما وصلت أى حركة معاصرة إلى ذلك الهدف المذكور تجد نفسها تحتاج إلى فتاوى شرعية وتجارب لتستأنس بها فى مسيرتها المباركة، ولذلك أرى من الفائدة العميمة والخبرة الرشيدة دراسة الدول الإسلاميَّة التى قامت، واجتهاداتهم فى الحروب، وتربيتهم للشعوب، لنسترشد بها ولنطورها على حسب متطلبات المرحلة التى نمرُّ بها.
ولذلك نجد أن الأمم عمومًا عندما تعد طلائع قيادية تهتم بدراسة الشعوب والحركات التحررية، والثورات الإنسانية لتكون رصيدًا لأولئك الذين يعدون ويربون على قيادة أمتهم فى المستقبل المنظور.
إن العقلية الضيقة المتحجرة عندما تكون فى سُدة القيادة لا تستطيع أن ترتقى بجنودها، وتجد نفسها تصطدم اصطدامًا عنيفًا مع مستجدات الحياة ومشاكلها المعقدة.
إن تجارب التَّارِيخ الإسلامى تُكسب الطلائع القيادية للحركة الإسلاميَّة المعاصرة خبراتٍ مهمة فى مجال البناء والحركة والتنظيم والتكوين والتنفيذ والتمكين.
إن دروس التَّارِيخ تعلمنا أن العلماء الربَّانيين، والفقهاء العاملين لهم مكانة فى نفوس شعوبهم، ومَهَابَة عند حُكَّامِهم، ولفتاويهم شأنٌ عظيم فى شئون الحُكم والدول والحروب وعزل الملوك وتوليةِ غيرهم. . . إلخ.
* * *