المبحث السابع
العبور الثالث للأمير يوسف بن تاشفين للأندلس
بعد طلب العلماء والفقهاء في الأَنْدَلُس والمغرب والمشرق من الأمير يوسف أن يضُمَّ الأَنْدَلُس إلى دولة المرابطين الفتية التابعة للخلافة العباسية السُّنيَّة، عبر الأمير يوسف بقوة ضخمة, عبرت من سبتة إلى الجزيرة الخضراء وسار على رأس جيشه إلى طُلَيْطِلَة وأرسل فرقاً من جيشه نحو مختلف المدن، وسار بنفسه نحو مدينة غرناطة.
واستطاع أن يفتحَ غرناطة بعد شهرين من حصارها واعتقل أميرها، عبد الله بن بلكين الصنهاجى الذى تحالف مع النصارى من أجل أملاكه، ثم أرسله أسيرًا إلى المغرب، واستقرَّ فى أغمات بالقرب من مراكش (?).
وحاول المُعْتَمِد بن عَبَّاد والأفطس أن يثنيا الأمير يوسف عن عزمه، ولكنَّه رفض مقابلتهما, وأيقنا أن زوالهما قريب.
وألقى المرابطون القبض على تميم بن بلكين والى مالقة وأرسل إلى إفريقية، ثم رجع الأمير يوسف إلى سبتة، وتولَّى القيادة السياسية والعسكرية القائد المحنك سير بن أبى بكر، وبدأ الأمير يوسف فى إرسال الجيوش من المغرب إلى الأَنْدَلُس للقضاء الكلى على ملوك الطوائف، وأصبحت القوة المرابطة فى الأَنْدَلُس قوة ضاربة لا يستطيع أحد الصمود أمامها، وقسم الأمير يوسف جيش المرابطين إلى أربعة أقسام:
1 - جيش بقيادة سير بن أبى بكر توجَّه إلى إشبيلية.
2 - وجيش سار إلى قرطبة بقيادة أبى عبد الله بن الحاج وواليها، آنذاك، ولد المُعْتَمِد الفتح أبو النصر.
3 - وسار جرور اللمتونى إلى أرض رندة بجيش ثالث، وفيها ولد آخر للمُعْتَمِد وهو يزيد الراضى بالله.