ومن الأمور التي تهون المصائب: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والوضوء، وتلاوة القرآن الكريم، وتوثيق الصلة بالله سبحانه، والتوبة من كبائر الذنوب ... إلخ.
استدراك: ليس من الصبر المحمود, الصبر على المعاصي إنما المحمود الصبر عن المعاصي وفرقٌ بين المسألتين.
• بيان عدم التعارض بين قوله تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ
وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) وقوله عليه الصلاة والسلام (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل):
لا تعارض بين الآية والحديث المذكورين حتى يُوَفَق بينهما، وسر الفرق بينهما أن المصائب أعم من العقوبة فليست كل مصيبة تكون عقوبة بل قد تكون المصيبة ابتلاء لرفع الدرجات كما هو الحال مع ما أصاب الأنبياء عليهم السلام وأما قوله تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) المقصود بالمصيبة هنا هي المصائب الجارية مجرى العقوبة والجزاء على الذنب لا مُطلق المصيبة , ومجيء العام على معنى بعض أفراده أمر معروف، وقد تقدم أن المصيبة أعم من العقوبة , والذي يدلك على هذا هو أن البهائم والأطفال ليسوا بمنأى عن المصائب فهل يقول عاقل أن ما أصابهم بسبب ذوبهم؟!!.
وبهذا يتبين لك أن من أسباب المصائب الذنوب، ولكنها ليست السبب الوحيد، فقد يبتلي الله تعالى بعض عباده الصالحين الذين لم يستوجبوا العقاب بذنوبهم، لينالوا أجر الصابرين، وترتفع بذلك درجاتهم، كما قد يصيب الله بعض الأطفال بالمصائب، وهم لا ذنب لهم.
أما على مذهب من يرى عدم عصمة الأنبياء من الذنوب الصغائر ويرى أن جميع المصائب للمكلفين بسبب الذنوب بلا استثناء فتكون الآية على ظاهرها وأن ابتلاء الله لأنبيائه بالمصائب لعلو منزلتهم ولإرادة الله عز وجل تكميل عبوديتهم له ليقربهم إليه أكثر ويُكرمهم يوم القيامة ولمعاملة الله عز وجل لهم معاملة خاصة ويُشدد الحساب عليهم لعلو منزلتهم عنده وكما قيل حسنات الأبرار سيئات المقربين وعلى هذا تكون المصائب في حقهم رفعة درجات نتيجة تكفير صغائر ذنوبهم والله أعلم.
وعلى هذا؛ فلا تعارض بين الآية والحديث في كلا الحالين.