وقال ابن تيمية: تارك الصلاة عمدًا لا يشرع له قضاؤها، ولا تصح منه، بل يكثر من التطوع، وأجمعت الأمة وبه وردت النصوص كلها على أن للتطوع جزءًا من الخير اللَّه أعلم بقدره، وللفريضة أيضًا جزء من الخير اللَّه أعلم بقدره. فلا بد ضرورة من أن يجتمع من جزء التطوع إذا كثر ما يوازي جزء الفريضة ويزيد عليه، وقد أخبر اللَّه تعالى أنه لا يضيع عمل عامل وأن الحسنات يذهبن السيئات. اهـ من «فقه السنة».
وعلى ذلك فمن فاتته صلاة مائة يوم، فعلى رأى الجمهور يأتي بمائة صلاة صبح ومائة صلاة ظهر ... إلخ، وعلى الرأي الثاني يتطوع على الأقل بما يوازي عدد ركعات تلك الأيام، كالآتي:
مجموع عدد ركعات الأوقات الخمس في اليوم سبع عشرة ركعة × مائة يوم.
17 × 100 = 1700 ركعة.
وفائدة ذلك قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما تقدم: «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي، فيكمل منها ما انتقص من الفريضة .... ».
الصلاة من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة: جاء في «زاد المعاد» لابن القيم رحمه اللَّه تعالى (جـ 4 ص 209): (وأما الصلاة، فشأنها في تفريج القلب وتقويته، وشرحه وابتهاجه ولذته أكبرُ شأن، وفيها من اتصال القلب والروح باللَّه، وقربه والتنعم بذكره، والابتهاج بمناجاته، والوقوف بين يديه، واستعمال جميع البدن وقواه وآلاته في عبوديته، وإعطاء كل عضو حظه منها، واشتغاله عن التعلق بالخلق وملابستهم ومحاوراتهم، وانجذاب قوى قلبه وجوارحه إلى ربه وفاطره، وراحته من عدوه حالة الصلاة ما صارت به من أكبر الأدوية والمفرحات والأغذية التي لا تُلائم إلا القلوب الصحيحة. وأما القلوب العليلة، فهي كالأبدان لا تناسبها إلا الأغذية الفاضلة).
فالصلاة من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة، ودفع مفاسد الدنيا والآخرة، وهي منهاةٌ عن الإثم، ودافعةٌ لأدواء القلوب، ومطردةٌ للداء عن الجسد، ومنورة للقلب، ومبيضة للوجه، ومنشطة للجوارح والنفس، وجالبة للرزق، ودافعة للظلم، وناصرة للمظلوم، وقامعة لأخلاط الشهوات، وحافظة للنعمة، ودافعة للنقمة، ومنزلة للرحمة، وكاشفة للغمة، ونافعة من كثير من أوجاع البطن). اهـ.
* * *