فائدة:
عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» رواه الجماعة. أي: ينزل سبحانه وتعالى نزولاً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه. قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] قال ابن كثير رحمه اللَّه: المسلك الأسلم طريقة السلف، وهو إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف، ولا تحريف، ولا تشبيه، ولا تعطيل، ولا تمثيل. وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11] فلا نشبه مثل المشبهين الذين يقولون: له سمع كأسماعنا، وله بصر كأبصارنا، ولا نعطل مثل المعطلين الذين يقولون: ليس له سمع ولا بصر، وإنما نقول: له سمع وبصر يليقان بجلال وجهه وعظيم سلطانه.
ولما سئل الإمام مالك عن الاستواء قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة أخرجوا هذا المبتدع.
تنبيه:
سأل رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الجارية - وكانت مع سَيدها - كما في «صحيح مسلم»: «أين اللَّه؟» قالت: في السماء. قال: «من أنا؟» قالت: أنت رسول اللَّه. قال: «أعتقها فإنها مؤمنة».
فائدة:
جاء في «فقه السنة» (ج2 ص 231: 234) ما مختصره:
اتفق العلماء على أن قضاء الصلاة واجب على الناسي والنائم لما تقدم من قول رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسى أحدٌ صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها» (?).
والمُغْمَى عليه لا قضاء عليه إلا إذا أفاق في وقت يدرك فيه الطهارة والدخول في الصلاة. فقد روى عبد الرزاق عن نافع: أن ابن عمر اشتكى مرة غُلِبَ فيها على عقله حتى ترك الصلاة ثم أفاق فلم يصلِّ ما ترك من الصلاة.
وأما التارك للصلاة عمدًا: فمذهب الجمهور أنه يأثم وأن القضاء عليه واجب.