مدحه مَا اجروا لَهُ ذكرا وَلَا رفعوا لملكه قدرا وَبَعْدَمَا ذَكرُوهُ بوساطة الْمُعْتَمد بن عباد فَإِن الْمُعْتَمد قَالَ لَهُ وَقد انشدوه ايعلم أَمِير الْمُسلمين مَا قَالُوهُ قَالَ لَا اعْلَم وَلَكنهُمْ يطْلبُونَ الْخبز وَلما انْصَرف عَن الْمُعْتَمد إِلَى حَضْرَة ملكه كتب لَهُ الْمُعْتَمد رِسَالَة فِيهَا
(بنتم وبنا فَمَا ابتلت جوانحنا ... شوقا اليكم وَلَا جَفتْ مآقينا)
(حَالَتْ لفقدكم أيامنا فغدت ... سُودًا وَكَانَت بكم بيضًا ليالينا)
فَلَمَّا قرىء عَلَيْهِ هَذَانِ البيتان قَالَ للقارىء يطْلب منا جواري سُودًا وبيضا قَالَ لَا يَا مولأنا مَا اراد الا ان ليله كَانَ بِقرب أَمِير الْمُسلمين نَهَارا لِأَن ليَالِي السروربيض فَعَاد نَهَاره ببعده لَيْلًا لِأَن ليَالِي الْحزن لَيَال سود فَقَالَ وَالله جيد اكْتُبْ لَهُ فِي جَوَابه ان دموعنا تجْرِي عَلَيْهِ ورؤوسنا توجعنا من بعده فليت الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف قد عَاشَ حَتَّى يتَعَلَّم من هَذَا الْفَاضِل رقة الشوق
(وَلَا تنكرن مهما رَأَيْت مقدما ... على حمر بغلا فثم تناسب)
فاسكتوا فلولا هَذِه الدولة لما كَانَ لكم على النَّاس صولة
(وان الْورْد يقطف من قتاد ... وان النَّار تقبس من رماد)
وانك ان تعرضت للمفاضلة بالعلماء فَأَخْبرنِي هَل لكم فِي الْفِقْه مثل عبد الْملك بن حبيب الَّذِي يعْمل بأقواله إِلَى الْآن وَمثل أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَمثل أبي بكر ابْن الْعَرَبِيّ وَمثل أبي الْوَلِيد بن رشد الْأَكْبَر وَمثل أبي الْوَلِيد بن رشد الْأَصْغَر وَهُوَ ابْن ابْن الْأَكْبَر نُجُوم الْإِسْلَام ومصابيح شَرِيعَة مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام وَهل لكم فِي الْحِفْظ مثل أبي مُحَمَّد بن حزم الَّذِي زهد فِي الوزارة وَالْمَال وَمَال إِلَى رُتْبَة الْعلم وَرَآهَا فَوق كل رُتْبَة وَقَالَ وَقد احترقت كتبه