الْحَمد لله الَّذِي جعل لمن يفخر بالأندلس ان يتَكَلَّم ملْء فِيهِ ويطنب مَا شَاءَ فَلَا يجد من يعْتَرض عَلَيْهِ وَلَا من يثنيه إِذْ لَا يُقَال للنهار يَا مظلم وَلَا لوجه النَّعيم يَا قَبِيح
وَقد وجدت مَكَان القَوْل ذَا سَعَة فَإِن وجدت لِسَانا قَائِلا فَقل
أَحْمَده على أَن جعلني مِمَّن أنشأته وحباني بِأَن كنت مِمَّن أظهرته فامتد فِي الْفَخر باعي وأعانني على الْفضل كرم طباعي وأصلي على سيدنَا مُحَمَّد نبيه الْكَرِيم وعَلى آله وَصَحبه الأكرمين وَأسلم تَسْلِيمًا
أما بعد فَإِنَّهُ حرك مني سَاكِنا وملأ مني فَارغًا فَخرجت عَن سجيتي فِي الإغضاء مكْرها إِلَى الحمية والإباء مُنَازع فِي فضل الأندلس أَرَادَ أَن يخرق الاجماع وَيَأْتِي بِمَا لم تقبله النواظر والأسماع إِذْ من رأى وَمن سمع لَا يجوز عِنْده ذَلِك وَلَا يضله من تاه فِي تِلْكَ المسالك رام أَن يفضل بر العدوة على بر الأندلس فرام أَن يفضل على الْيَمين الْيَسَار وَيَقُول اللَّيْل أَضْوَأ من النَّهَار فيا عجبا كَيفَ قَابل العوالي بالزجاج وصادم الصفاة بالزجاج فيا من نفخ فِي غير ضرم ورام صيد البزاة بالرخم كَيفَ تتكثر بِمَا جعله الله قَلِيلا وتتعزز بِمَا حكم الله أَن يكون ذليلا مَا هَذِه المباهتة الَّتِي لَا تجوز وَكَيف