ثمَّ قَالَ ابْن سعيد أَخْبرنِي وَالِدي قَالَ كنت يَوْمًا فِي مجْلِس صَاحب سبتة أبي يحيى بن أبي زَكَرِيَّا صهر نَاصِر بني عبد الْمُؤمن فَجرى بَين أبي الْوَلِيد الشقندي وَبَين أبي يحيى بن الْمعلم الطنجي نزاع فِي التَّفْضِيل بَين البرين فَقَالَ الشقندي لَوْلَا الأندلس لم يذكر بر العدوة وَلَا سَارَتْ عَنهُ فَضِيلَة وَلَوْلَا التوقير للمجلس لَقلت مَا تعلم فَقَالَ الْأَمِير ابو يحيى اتريد ان تَقول كَون أهل برنا عربا وَأهل بركم بربرا فَقَالَ حاشى لله فَقَالَ الْأَمِير وَالله مَا اردت غير هَذَا فضهر فِي وَجه أَنه اراد ذَلِك فَقَالَ ابْن الْمعلم اتقول هَذَا وَمَا الْملك وَالْفضل إِلَّا من بر العدوة فَقَالَ الْأَمِير الرَّأْي عِنْدِي ان يعْمل كل وَأحد مِنْكُمَا رِسَالَة فِي تَفْضِيل بره فَالْكَلَام هُنَا يطول ويمر ضيَاعًا وأرجوا إِذا أخليتما لَهُ فكركما ان يصدر عنكما مَا يحسن تخليده ففعلا ذَلِك
فَكَانَت رِسَالَة الشقندي