الجديد منا من الدين أو إدخال الشك عليهم في عقائدهم، فكيف نعمل على رد هذه القوى وإنقاذ الجيل الجديد من خطرها؟
كيف نردّ نساءنا عن التكشف الذي يأباه الشرع، والاختلاط الذي تنكره السلائق العربية؟ كيف نعيد المسلمين إلى أخوّتهم ووحدتهم؟ كيف نشرح لهم حقيقة الإسلام الذي يجهل أكثرهم حقيقته؟ كيف نعمل على تعليم المسلمين أمور دينهم وتلقينهم خوف ربهم؟ كيف نقرب إليهم معاني قرآنهم الذي يتعبّدون به في صلاتهم، يتلونه في كل مسجد ويسمعونه من كل إذاعة، لعلهم إن فهموه رجعوا إليه فعملوا بما فيه؟ كيف نعرض عليهم سيرة نبيهم عليه الصلاة والسلام، في نفسه ومع أهله ومع أصحابه، لنعود إلى مثل ما كان عليه الرسول وأصحابه؟ كيف نحدّثهم أحاديث أرباب القلوب ونروي لهم أنباء الصالحين من العلماء العاملين، لا من جَهَلة المتعبّدين ولا من أصناف المبتدعين ولكن من الزهاد العابدين، علّ هذه المواعظ ترقق قلوبهم وتخفف عن عواتقهم من أثقال المطامع والشهوات، ليَخِفّوا فيستطيعوا الركض في طريق الجنة؟
ونأتي خلال ذلك بأحاديث فيها من طرائف التاريخ وصور المجتمع، تنويعاً للفائدة وتنشيطاً للنفس.
* * *
لما كنت أعمل أنا وأخي ناجي على تحقيق الكتاب العظيم للواعظ العظيم، كتاب «صيد الخاطر» لابن الجوزي، وضعت له مقدمة طويلة جاءت في الطبعة الأولى في أكثر من سبعين صفحة،