أنا لا أدعوكم أن تأتوا في أحاديثكم بشيء جديد، فلا يمكن لأحد أن يأتي في الدين بشيء جديد، لأن كل جديد في الدين لم ينزل به قرآن ولم تَرِد به سُنّة يكون بدعة مردودة وحَدَثاً في الإسلام منكَراً. لا أريد التجديد في الموضوع، ولكن أريد أن تجددوا في الأسلوب. إننا في حاجة لعرض حقائق الإسلام في ثوب جديد. لقد جَدّت أمور وحدثت أوضاع ليس لها ذكر في هذه الكتب، لأنها لم تكن على عهد مؤلفيها ليتكلموا فيها، ولا بد من بيان حكم الإسلام في هذه الأمور وهذه الأوضاع.
نحن أمام حضارة جديدة لم يعرفها أجدادنا، حضارة وَسَمتنا بسماتها ودخلت علينا بحسناتها وسيئاتها، فما موقف الإسلام من هذه الحضارة؟
نحن أمام دعوات جديدة لم تكن على عهد أجدادنا الذين ألّفوا تلك الكتب، فما موقف الإسلام من هذه الدعوات؟ لقد واجه الإسلام على أيامهم دعوات الباطنية والخوارج والشيعة الغالية وأمثالها، فعرفوا كيف يردون عن الإسلام كيدها، فكيف نردّ نحن اليوم كيد الماركسية والقومية الملحدة والقاديانية والبهائية والعلمانية؟
نحن أمام نظريات جديدة في الفلك وفي علم الحياة وأمام كشوف جديدة في الفيزياء والكيمياء وغزو للفضاء، فما موقف الإسلام من هذه الكشوف وتلك النظريات؟
نحن أمام قوى هائلة منظَّمة، تخطط لها عقول كبيرة شريرة وتملك أسلحة خطيرة كثيرة، تعمل كلها على إخراج الجيل