وهو يوجب على كل من عرف الإسلام الأصلي ورأى المجتمعات اليوم تنحرف عنه أن يحذّرها من الانحراف، وأن يعيدها إلى الصراط السوي، وأن يصرف الناس عن ماء الساقية الملوَّث العكر ليرجعوا إلى رأس النبع الصافي.
وأنت اليوم مسلم مثقف، عرفت الإسلام وأنكرت ما أنكرت من حال المسلمين، فيجب عليك ما يجب على هؤلاء العلماء لأنك صرت منهم، ومن علم مسألة واحدة صار عالماً بها. فبدلاً من أن تفرّ من المعركة وأن تنسحب منها، وأن تدع الإسلام بعدما عرفت أنه دين الحق، بدلاً من ذلك هَلُمّ فضَعْ يدك في يدي، وهلمّ نضع أنا وأنت أيدينا في أيدي العاملين المصلحين، ونعمل على إحياء أصل من أصول هذا الإسلام هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إن «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» طريق خطير، لأن الشرط فيه أن لا تسكت عن ضياع حق من حقوق الله تقدر على رده، وأن لا تعتدي على حرية مسلم في حياته.
وما زلت به حتى اقتنع بحمد الله وثبت على إسلامه، وصار له في الدعوة إلى الإصلاح آثار كثيرة معروفة. وأستغفر الله أني نسيت اسمه، ولكن الله لا ينسى محسناً أراد بإحسانه وجهه.
يا أيها القراء، ثقوا أنه ليس بين المثقفين من أهل أوربا وبين دخولهم في الإسلام إلا أن يجدوا من يعرّفهم به بالأسلوب الذي يفهمونه.
* * *