الإسلام، ولكن لا أسميها مجتمعات «جاهلية»، فالجاهلية عهد تاريخي مضى لا صفة باقية. وأنا لا أذهب إلى ما ذهب إليه الأخَوان الحبيبان، الشهيد السعيد سيد قطب رحمه الله، والداعية العامل محمد قطب حفظه الله، بل إنني لأقول إنهما مخطئان؛ فلو كانت دار المسلمين اليوم دار كفر (كما فهم منهما بعض الشباب، وإن لم يقولاه صراحة ولا كتباه واضحاً) لو كانت مجتمعاتنا دار كفر لطُبِّقت عليها أحكامها المدوَّنة في كتب الفقه.
وكيف؟ ولا يزال يُصدَح فيها بالأذان، ويُتلى فيها القرآن، وتقام فيها الصلاة؟ إنها ليست كاملة الإسلام، هذا حق، ولكنها ليست كافرة، وهذا حق أيضاً، وإن كان فيها شيء من بعض صفات الكافرين.
والرأي فيها أنها «مجتمعات إسلامية عاصية»، فيها المؤمن الصادق الإيمان، وفيها المسلم المقيم على الإسلام، وفيها دون ذلك، كأن أهلها صاروا -كما ورد عن الجن- طرائق قِدَداً! وما دامت جذوة الإيمان لم تنطفئ في القلوب، فعلينا أن نستعين بالله وأن نبذل الجهد لنعيد أصحابها إلى الدين.
وأنا حاضرت الشبان والشابات في مصر وفي لبنان وفي العراق وفي الشام (وهي بلدي وأصلي)، وفي الهند وباكستان وأندونيسيا، وفي كثير من بلاد أوربا الغربية، وحضرت اثنين من المؤتمرات التي يقيمها كلَّ سنة المركزُ الإسلامي في آخن، كان أحدهما في مدينة آيسن والآخر في دوسلدورف، فوجدت شباناً وشابات أعود فأكرر غيرَ كاذب ولا حانث إن شاء الله: إنني رأيت