مثله يكون على الأرض.
ووصفوا له الحج، وشوّقوه إلى هذه البقاع التي نزل فيها الوحي وخرج منها النور، وعاش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، وتكوّن فيها هذا المجتمع المثالي الذي لم تره عين الدنيا ولم يوصف مثله في التاريخ إلا مرة واحدة، هي هذه المرة. وقالوا له بأن الحج يجمع المسلمين من آفاق الأرض فيعرف إخوانه في الدنيا، فأقبل على الحج تحدوه الأشواق ويدفعه الإيمان، يستبطئ أسرع وسائل السفر، من شوقه إلى بلوغ هذه الغاية، ليرى بعينه على الأرض ما قرأه في الكتب وما سمعه بإذنه من الرفاق.
فلما وصل وخالط المسلمين، على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وتعدد بلدانهم وتباين عاداتهم، وجد ... وجعل يعدد ما وجد من البعد بين حال المسلمين اليوم وما هم فيه من انحراف عن طريق الإسلام وبين ما كان قد قرأه وسمعه، فعلم أن هؤلاء الشبان كذبوا عليه وخدعوه، لذلك عزم على الرجوع إلى دين آبائه وأجداده.
فقلت له: ما كذب أولئك الإخوان عليك حين وصفوا لك الإسلام ورووا لك ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام والمجتمع الإسلامي الأول، وما كذبت أنت حين ذكرت عيوب المسلمين اليوم ومجتمعهم المريض.
إن مجتمعاتنا التي نسميها «إسلامية» فيها كما ترى الكثير الكثير مما يخالف الإسلام، فلا الأسر تقوم على أساس الإسلام، وكثير من الحكومات التي تنتسب إلى الإسلام لا تحكم بما يوجبه