ووصفت، ولكني صدَقت ولم أقل إلا حقاً، ولعل الذي قلت أقل من الحق!
إن العالَم اليوم واقف على مفرق الطرق، حائر بينها أيّاً يسلك منها. ونحن أشد أهل العالم حيرة وتردداً، فنحن في المكان الذي تلتقي فيه نِحَل الشرق والغرب ومذاهبهما كلها، فيأخذ كل واحد ما تصل إليه يده، ثم يصيح في الدعوة إليه، ثم يزاحم ليشق له طريقاً ... فنحن في زحمة وضجة دونها ما يَرْوون عن ضجة برج بابل، والله وحده يعلم عمَّ تنجلي.
ففي الدين سلفيون وصوفيون، ودعاة إلى التمسك بالمذاهب وترك الاجتهاد ودعاة إلى الاجتهاد ونبذ التقليد، وإلى الأخذ بالحديث وترك كتب الفقه وإلى الاقتصار عليها، وفي البدع دعاة إلى القاديانية والبهائية والتيجانية ووحدة الوجود، وفي غير الدين شيوعيون وقوميون سوريون وملحدون ومستهترون ودعاة إلى السفور والاختلاط، وفي السياسة كتلويون وعُصْبَويون (?) ومعارضون ومؤيّدون، وعاملون للإنكليز أو للفرنسيين أو للروس، وقائلون بالجمهورية أو بالملكية، أو بالاستقلال أو بسورية الكبرى أو بالوحدة العربية ... والمناقشات مستمرة لا