المستهلكين أنفسهم. وقد بدأت «التعاونيات» في مصر من أكثر من خمس وثلاثين سنة، وكان من المختصين بشؤون التعاون صديقنا العالم المسلم الدكتور الدّرديري رحمه الله، الذي أمضى أكثر عمره في العمل لجمعية الشبان المسلمين.

وفي أول القرن التاسع عشر ظهر روبرت أوين، وكان أهم ما جاء به أنه درس مشكلات العمل الآلي، وبيّن أن استمراره يعطل الأيدي العاملة فتنتشر البطالة، ثم يكون الكساد لزيادة الإنتاج عن حاجة الأسواق. ولكن ما حذّر منه لم يظهر في أيامه، لما كان فيها من فتح أسواق جديدة عن طريق الاستعمار وما اصطلحوا على تسميته بالإمبريالزم (?).

وربما أُلحق بهؤلاء آخرون اشتركوا معهم في تصور المجتمع المثالي، منهم من كان من قبل كأفلاطون في كتاب «الجمهورية» والفارابي في «المدينة الفاضلة»، ومنهم من جاء من بعد كويلز (?) وألدوس هكسلي الذي تصوّر في كتابه «العالَم الطريف» (الذي تُرجم إلى العربية) عالَمَ المستقبل تصوراً بالغ الغرابة بعيداً عن الإمكان، لا يقول بإمكانه عاقل.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015