مدارس الدولة، وبتوسيع مناطق الوعظ والإرشاد حتى تشمل جميع المراكز، وإنصاف الأئمة والخطباء.
وما كنت أظن يومئذ (ولا يظن أحد) أنه لن يبقى سنة 1947 رجل فرنسي في سوريا ولبنان، ولن يبقى جندي إنكليزي في مدن مصر، إلا أن يدخلها متنكراً، كالبضائع المهرَّبة والحشيش والأفيون وجرثومة السل والكوليرا ولصوص المنازل! وأنها ستكون للدول العربية جامعة رسمية، لها في عالم السياسة مكانة مرموقة وفي آذان الأمم صوت مسموع.
هذه كلها خطوات في طريقنا خطوناها ومراحل قطعناها، وإنها تستحق أن نقف عليها لنستريح منها ونستبشر بها ونحمد الله عليها. ولكن هل انتهى الطريق؟
تعالوا ننظر الآن إلى الأمام كم بقي علينا.
* * *
هذه الجمعيات الإسلامية، فيها عدد كبير ونفع قليل، يهم أكثرَها المظهرُ لا الجوهر، تشتغل بالتافه الحقير وتهمل الجليل الخطير، تخضع لأفراد والله أمر بالشورى، ويجهل أعضاؤها حقائق الإسلام والعلمُ بها فرض، وهذا الجلاء ناقص في مصر لا يتم حتى يشمل وادي النيل كله، وهذه المجلات الإسلامية أكثرها لا يستحق أن يقرأ أو يُشترَى، والصحافة الفاجرة أعلى صوتاً وأبهى طبعاً وأكثر عدداً، والأفلام الداعرة تزداد انتشاراً ويزداد الناس عليها إقبالاً، ومظاهر الفسوق على السواحل تقوى سنة